عاد الحريري … ماذا سيفعل رئيس الجمهورية ؟

للمشاركة

كتبت صحيفة ” الشرق ” تقول : غداة عاصفة قرار المحقق العدلي في انفجار المرفأ طارق بيطار استدعاءَ مسؤولين سياسيين وامنيين وعسكريين الى ‏التحقيق، ومع عودة الرئيس المكلف سعد الحريري الى بيروت التي ستحمل على ما يبدو، رياحا تُحرّك مستنقع ‏التشكيل، اعتذارا ام تركيبةً جديدة، بدت الاوساط السياسية تلتقط أنفاسها وتتحضر للمرحلة المقبلة وسيناريوهاتها ‏قضائيا وحكوميا. اما اللبنانيون فمقطوعٌ عنهم النفس، وعالقون حتى اشعار آخر، في طوابير الذل امام المحطات او ‏الصيدليات او المصارف او الافران، تحت شمس تموز الحارقة، التي كوتهم ليس فقط في سياراتهم بل في بيوتهم وفي ‏أسرّتهم داخل المستشفيات ايضا، مع الانقطاع شبه التام للتيار الكهربائي وعجز المولدات عن ايجاد المازوت في السوق ‏الشرعية ولو بالاسعار الجديدة، للتعويض عن فشل مؤسسة “كهرباء لبنان”. وليكتمل المشهد، اقتحمت جهنّمَ يومياتهم ‏سلالةُ كورونا دلتا الهندية، متهددة الامنَ الصحي من جديد، فيما القطاع الطبيّ شبهُ منهار‎.‎
‎ ‎
اتصالات خارجية
السلطة غائبة عن كل الازمات هذه، ولا تتحرك للعلاج الا عبر دعوة حاكم المركزي رياض سلامة الى قصر بعبدا، ‏لمطالبته بالاستمرار في الدعم ولو من الاحتياطي الالزامي اي من اموال المودعين. وبينما بات القاصي والداني يعرف ‏ان باب الخروج من الجحيم هو “تشكيل حكومة”، الاتصالات حتى الساعة مقطوعة بين المعنيين بالتأليف، ‏والسجالات على حالها بين فريقي العهد وتيار المستقبل، في مشهد مثير للاسف، بحسب ما تقول مصادر سياسية ‏معارضة، اذ تبدو فيه المنظومة غير آبهة بكل النداءات الخارجية، وآخرها اتى مدوّيا من الفاتيكان الخميس، والتي ‏تطالبها بوضع انانياتها جانبا والاتفاق على حكومة رأفة بناسها… وسط هذه الاجواء القاتمة، تتجه الانظار الى اي ‏تحرّك مرتقب للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على خط التشكيل، في ضوء محادثات يوم الصلاة للبنان ‏في روما، . وتشير المصادر الى ان ثمة اتصالات ترافق الاهتمام الفاتيكاني، تدور بين باريس وواشنطن والرياض ‏وايضا القاهرة، لوضع تصوّر ما، لخرق الجدار الحكومي اللبناني، ربما تمثّل في الذهاب نحو حكومة مهمّتها ادارة ‏الازمة والاعداد للانتخابات‎.‎
‎ ‎
عودة الحريري
وامس عاد الرئيس الحريري الى بيروت، ومن المتوقع ان تواكب عودته حركة سياسية، حيث سيجري جولة ‏مشاورات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورؤساء الحكومة السابقين قبل حسم مسألة اعتذاره او طرح تشكيلة ‏حكومية جديدة على رئيس الجمهورية ميشال عون فيما وصفت مصادر الأيام المقبلة بالحاسمة‎.‎
وبينما الغموض سيد الموقف في ما خص الخطوة المقبلة للحريري والتي سينسّقها مع عين التينة قبل اتخاذها، قال ‏نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش ان الولايات المتحدة وفرنسا تحاولان منع سقوط لبنان. وعن اعتذار ‏الحريري، قال “لا معطيات كافية لمعرفة ما اذا كان الحريري سيعتذر ام سيشكل الحكومة”. واضاف: العقبة الوحيدة ‏امام تشكيل الحكومة هي فريق رئيس الجمهورية‎.‎
‎ ‎
التراشق على حاله
على اي حال، التراشق الاعلامي بين الازرق والبرتقالي تجدد. فبينما شدد عضو تكتل لبنان القوي النائب ماريو عون ‏على أن “البلاد تشكو اليوم من تدخلات خارجية ما يزيد الوضع تأزما”، مشيرا الى أن “خيار الاستقالة من المجلس ‏النيابي جدي، معولا في المقابل على “الحراك الفاتيكاني وما سيتبعه من مسعى للبطريرك الماروني”، غرد عضو ‏كتلة المستقبل النائب هادي حبيش متوجّها الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قائلا “والله يا فخامة الرئيس ‏القصة مش بتوقيف الكلمة، القصة بمصير شعب عم بموت، والله صاروا 7 مرضى خلال يومين مراجعيني بدواء ‏مزمن مفقود واذا ما اخدوا، مصيرن الموت، والله اذا ما بدكن تعملوا شي اشرفلنا كلنا نفل‎”.‎
‎ ‎
ليعد الحريري
وكان التيار الوطني الحر اكد بعد اجتماع مجلسه السياسي برئاسة النائب جبران باسيل “تحسّسه المشاكل اليومية التي ‏يعانيها اللبنانيون في ظلّ أزمة غير مسبوقة وتفهمه لكل غضب شعبي ويؤكد أنه لن يترك أي وسيلة تشريعية كما فعل ‏في موضوع البطاقة التمويلية أو أي وسيلة عمليّة كترشيد الدعم، لتثبيت صمود الناس”، مضيفا: وبالمناسبة يدعو ‏التيار الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة للعودة الى لبنان وتحمل مسؤوليّاته بالإسراع بتأليف حكومة قادرة على تحقيق ‏الإصلاح والنهوض‎.‎
‎ ‎
قنبلة بيطار
وكانت اصداء “قنبلة” القاضي بيطار القضائية، بقيت تتردد بقوة في ارجاء الداخل. وفي انتظار كيفية تجاوب ‏المعنيين، في مجلسي النواب والوزراء والقيادة العسكرية وقضائيا، مع طلب رفع الحصانات وطلب اذونات الملاحقة ‏التي وجهها اليها المحقق العدلي، الخشية كبيرة، بحسب مصادر معارضة، من تكرار تجربة القاضي فادي صوان مع ‏بيطار، فتتكتّل قوى المنظومة وترص صفوفها لاحباط التحقيقات ومنع اي محاسبة جدية تطال الرؤوس الكبيرة‎.‎
‎ ‎
نحو رفع الحصانات؟
في المقابل، وفي موقف يُفترض ان يعني ان رئيس مجلس النواب نبيه بري سيقبل برفع الحصانة النيابية عنهما، غرّد ‏عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم على حسابه عبر “تويتر”، كاتِباً: عندما يعلن النائبان علي حسن ‏خليل وغازي زعيتر استعدادهما للمثول امام المحقق العدلي مع الحصانة أو بدونها إلتزاما بالوصول للحقيقة وتحقيق ‏العدالة… فلا حاجة لبعض المزايدات، وتطبيق القانون وحقيقة ما حصل يجب أن يكون منطلق أي إجراء أو قرار‎.‎
‎ ‎
الازمات تتفاقم
معيشيا، الاوضاع من سيئ الى اسوأ والبهدلة مستمرة. التغذية بالتيار الكهربائي مهددة بالتوقف تماما خلال 5 ايام مع ‏عدم فتح اعتمادات للبواخر الجديدة. ازمة المحروقات بدورها لم تشهد اي حلحلة رغم القرار المعلن ببدء توزيع البنزين ‏والمازوت على المحطات بعد جدول اسعارها الجديد. وعلى قاعدة “اذا مش الخميس، الاثنين”، قال ممثل موزعي ‏المحروقات فادي أبو شقرا: اليوم الاثنين هناك حلحلة جزئية حقيقية لملف المحروقات بعد حلّ العرقلة التي حصلت ‏لدى إحدى الشركات الموزعة‎.‎

عن Ali Dhayni

شاهد أيضاً

حفيدة الملكة إليزابيث الثانية تعمل بستانية لتأمين مصروفها الجامعي

للمشاركةاختارت حفيدة الملكة إليزابيث الثانية أن تعمل في مجال البستنة براتب متواضع في المملكة المتحدة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

whatsapp us